انطولوجيا الحمير : قصةٌ قصـــــــيرةٌ ـ لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة
ليس هذا دفاعاً أو مرافعةً بقدرِ ما هو بحثٌ تاريخي. تقص دقيق لكائنٍ كان في الأسطورة ذو مقامٍ عال رفيع. في بابل، في مملكةِ القداسةِ الساذجةِ الأولى، إحتلَّ هذا الكائنُ المرهفُ الحسِّ قمةً عالية. لكن قسوةَ خلفاءِ حمورابي، الذين حولوا المدنَ إلى قلاعٍ صماءَ شاهقةٍ عالية ثم إحترقوا فيها وهي صلصال، كتبوا بعضَ خيوطِ هذه المأساة المروعة.
البياضُ الطاهرُ للونِ، البراءةُ، الصفاءُ الروحي الذي يبدو في عينيه، الغفلةُ الكبيرةُ التي تحولتْ لعبودية، كلُ هذه السمات جعلتْ هذا الكائنَ ينحدرُ إلينا، يجيءُ بأعدادٍ وافرة هرباً من قسوةِ الشمالِ وحرائق مدنه.
إنني على أعتابِ رسالةٍ سمها ما شئتَ لكن لا بدَّ لها من حمار. الرسالةُ موجودةٌ لكن الحمارَ غيرَ موجود. هل يمكنُ أن يذهبَ رسولٌ الآن بسيارة مثلاً؟ هذا غيرُ ممكنٍ ومضحك.
حين نبدأُ من حمورابي نجدُ أن الأمرَ بحدِ ذاتهِ كان مشكلةً، هل وصل الحمارُ لدى تلك الحضارة السامقة إلى أن يكون إلهاً حتى أن اسمَ الحاكمِ إلتصقَ بهِ؟ أم أن ذلك راجعٌ لتشابهِ اسم الحاكم مع حمروةِ الأرضِ أو أن الأرضَ حمرّها البشرُ؟ وهم دائماً يلصقون بلادتَهم ووحشيتَهم بهذا الكائنِ العظيم الرقيق.
علينا أن نتذكرَ إن الأجدادَ الأُولَ للحمير كانت هي الحُمُرُ الوحشيةُ المخيفةُ التي تندفعُ كالأعصارِ الملونِ اللحمي الذي يخترقُ الأكواخَ والناس، كانت هناك في الجبالِ بقربِ الأعاصيرِ والبروقِ والنجومِ، بقربِ آلهةِ السماواتِ الحرة، هناك حيث يتخيلُ الإنسانُ كلَ ما هو جميلٌ وحر، من هناك نزلَ أجدادُ هذا الكائن، بل قُلْ تم إصطيادها، عُملتْ لها حفائرُ في الأرض، شباكٌ مشتبكةٌ بأغصانٍ وأحلام، إنشطواتٌ تخطفها إلى أعلى كذبيحةٍ جاهزة.
ثم ظهرَ كائنُنا الجميلُ من المجازرِ للحمرِ الوحشية، من المآدبِ، من السلخِ، من بقايا مسكينةٍ حُبستْ في حظائر، من كائناتٍ فقدتْ أحلامَها وكرامتَها، نشواتُ الرقصِ الصاهلةِ بقربِ رأسِ السماء، الارتفاعُ للذرى، وقطفُ النجومِ؛ سُبختْ كلها على الوحل، إنغرز في لحومِها شوكُ الحظائر، دخلتْ المقابضُ والحدائدُ بين عظامِها ولحمِها، ظهرتْ المسكنةُ عليها، خَضعتْ، ذُلت، سَكنتْ، إرتعبت من كلِ ماهو في الوجود.
هذا الكائنُ الذليلُ الجليلُ إنتشرَ في الفلواتِ والصحارى، تحملَ أعاصيرَ الرمال، نقلَ أكسيرَ الحياةِ، راح اللونُ الأخضرُ ينتشرُ في تلك الساحاتِ الهائلة من الصفار، يحيلُها إلى غاباتٍ من عبّادِ الشمس. يجيءُ الغزاةُ ويخربون الواحات، يقلعون الأشجار، يهلكُ الناسُ، وتهربُ الحميرُ. البشر لا تكاد ترجع خائفةً من الغزاة، يعودُ فلاحٌ، يتسللُ عتال، تأتي الحميرُ بأعدادٍ كبيرة مثل غيم ممطر.
حين تظهر ترتفع الأكواخ، وتتغلغلُ المحاريثُ في التربة، وتتعالى الزغاريدُ والأفراح، وينتشرُ الأطفالُ ضاجين راكبين ظهور الحمير وضاربينها بالعصي، يكادون أن يغرقوها في الجداول وتوصلهم للشواطئ.
حتى بدأتْ تظهرُ المدنُ الجديدة، وصرختْ صفاراتُ الزيتِ تحشدُ الرجالَ من قعرِ الحفر والبساتين، وتضجُّ السياراتُ في دروبِ الحصى المسفلتة قليلاً قليلاً، وتلك الكائناتُ اللطيفةُ تجدُ بعضَ الحرية، بعضَ السرحانِ في الحقولِ الخربة، وفي البراري، حتى أن بعضَها حنَّ ورجعَ للحُمرِ الوحشيةِ فتدفقتْ في جسمهِ الرصاصاتُ، ونُزعتْ الأربطةُ عن رقابِها المتقرحةِ، وخفَ حملها لتنكاتِ المياهِ الثقيلة، ثم أَخذتْ تختفي، الموتُ يخطفها، التزاوجُ منقطعٌ عنها، إلتحاقُها بالجبالِ وبذكرياتِ وماضي الأسلافِ العظامِ ممنوعٌ عليها، وبالكاد يمكنكَ أن تبصرَ حماراً في الشوارع التي إمتلأت بالسياراتِ والأدخنةِ والأدمغةِ الخربةِ والغازاتِ والحمم وسيول العرق والمطر وفيضِ البلاعاتِ، مثلما إختفى النرجسُ وقصصُ الحب العذري، وحدائق البراري، والشطآن البريئة، وحينئذٍ بالضبط جاءتني رسالةُ البصيرةِ: ضرورةُ عودةِ الحميرِ لمدنِنِا وحقولنِا، للتخفيفِ من النعوشِ الكثيرة الذاهبة كل يوم من رياح الصدأ والغبار والحديد والنار.
ذاتَ ليلةٍ بقربِ قلعةٍ أسطورية غرقتْ الأساطيلُ تحتها ، وجثمَ البحرُ عملاقاً قربها، ضربتْ صاعقةٌ أحدَ جدرِانها، وإنشقتْ السماءُ عن خريطةِ ضوءٍ عملاقةٍ، وكلمني النورُ من قمرٍ فضي ذي عيون:
ـــ إسمعْ يا عبدالحفيظ عليك أن تحملَ هذه الرسالةَ للناس، لكلِ البشرِ الذين وسعوا ثقبَ الأوزون، إنه إذا لم يَعُد الحميرُ للكرةِ الأرضيةِ فأنتظروا هلاكَكم فيها، لقد حذرتكم من مغبةِ التمادي في قتلِ الغاباتِ والكائنات اللطيفة، أحملْ هذه الرسالةَ وأنشرها.
رحتُ أبحثُ عن الحميرِ مشياً على الأقدام، أرفضُ سيارتي الخاصة، والباص، أستعينُ بدراجةٍ هوائية أحياناً، أطوفُ بأحياءِ المدنِ التي كانت أحياؤها زاخرةً بتلك الكائناتِ فلا أجدُ حتى الديوك، والزرائبُ إنقضتْ وصارت مكعبات حجرية، فسرتُ للقرى، وكنت أسألُ ببراءةٍ فيتطلع لي الناسُ بذهول ما يلبث أن يتشوه ويصير ضحكاً.
قال رجلٌ كهلٌ:
ـــ لم يبق في هذه الديرة سوى بعض الحمير الأخيرة، أنا لم أر واحداً منذ مدة طويلة! أتعرف أسطبل حميد الأعرج؟
ـــ من أين لي أن أعرف وأنا غريب؟
ـــ تعالْ سوف آخذك إليه.
صاحَ فتى:
ـــ أقرأْ كتابَ ملوك العرب للريحاني.
سار بي الرجلُ ببطءٍ قاتلٍ وهو يبعثرُ بقايا رئتهِ وما زال يدخنُ سيجارةَ اللف:
- ماذا تريد أن تفعل بالحمار؟ لسيركٍ أو لنَذرٍ؟ كانت هنا سلالةٌ من الحمير رائعة لكن أسرة حميد الأعرج قضت عليها بجر الأحمال والأثقال، حتى كادت العائلة أن تفنى لولا ظهور حميد.
في ذلك المرتفع، على تلك التلة، رأيت القرية بقايا وفوضى من أبنية وهشيم، وإندفعتْ من إشداقِها الرياحُ السوداء، وبدت الدكاكين والعمارات والبيوت كفوضى من حصى.
كان الأسطبلُ واسعاً، فيه أحواضٌ واسعة مليئة بالماء، وحظائر جميلة، ومخازن للعلف، وكان ثمة مجموعةٌ من الحمير النظيفة القوية، كان منظرها يشرحُ القلبَ!
لم يخرج لي حميد الأعرج بل خرج رجل سوي، يمشي بشكل عادي، وبدا ودوداً لطيفاً!
رأيت تلك الحمير وجمال المكان ونظافته، فتصورت إن رسالتي قد حُلت!
- أشكرك يا أخ حميد على هذه الرعاية الإنسانية للحمير، وأحب أن أقول لك بأنني بحاجة لحمار منها، من أجل قضية هامة، من أجل أن أنشر رسالةً عالمية خطيرة! ـــ خير إن شاء الله؟!
ـــ جاءتني رسالةٌ من القمرِ الفضائي الحر وأبلغتني أن أعيدَ الحميرَ لهذا الوجود غير الإنساني، كي تعودَ الصحةُ إليه!
ـــ لم أفهم شيئاً وما علاقتي أنا بذلك؟
ـــ لديك آخر الحمير في الدنيا، ولا تصلح الرسالة بدون حمار؟!
ـــ أتعرف كم كلفني ذلك من التعب والجهد؟ كانت في حالةٍ يُرثى لها، أجسامُها ممزقة، معضوضة، هياكل من العظم، من القذارات، ورحتُ أطببها، وأغذيها، وأشغلها في الحقول المنتجة، وفي الأراضي التي تخصبُ بعد عملها، حتى تراها الآن تتكاثر وتغدو قوية.
ـــ هذا هو مضمون رسالتي أيضاً!
ـــ لا يا سيد إنني غير مستعد للتخلي عن الجماعة. إذا أردت أن تركب حماراً فلدي واحد، وهو هناك في حجرةٍ ضيقة مسجون فيها، لما يقوم به من مشاكل!
إنتبهت ونظرت ومشيت نحو السجين، وأنا متشوق لرؤيته ومذهول من كلام الأعرج، وما أن إقتربت من الباب حتى رمح الحمار بالداخل وضرب الباب الذي وضعتُ رأسي عليه!
تطلعت من النافذة الصغيرة ورأيتهُ يرمقني بشرر. تراجعتُ للوراء، ووضع الأعرج كفَهُ بلطفٍ يمنع تراجعي السريع!
ـــ هذا الحمار المزعج دائم التمرد، حين أخرجه معها يقودها لما وراء الحقول، ويهربُ بها، وهي تتبعه، كأن لديه سحراً خاصاً ، ونلاحقه ، ونتعب كثيراً حتى نُرجع هذه المجموعة التي تكون منهارةً، ومجروحة، وينفقُ بعضها حين ينجرف أو يسقط أو تنفرد به ذئاب!
جلستُ محبطاً، تعبتُ من السير والسؤال. نمتُ. تراءى لي إن الحمارَ من بين القضبان كان ينظر لي ويبتسم، تحدثَ بسخرية:
ـــ تدعي إن لديك رسالة! أي رسالة؟! ألا تكفون عن هذه الخزعبلات، منذ التاريخ الأول وأنتم تكتبون، والبلاوي كلها على ظهورنا. وحين كدنا أن نختفي ظهرت أنت لتزعم إنقاذنا؟ إنني أقود هذه البقية الباقية من جنسنا لكي نرتاح من العيش معكم. نحن رسالتنا أن نتخلص من وجودكم ورسائلكم!
ونهق بشكل حاد وضرب البوابة وحطمها وإندفع عليّ جامحاً وكسر حظيرة الحمير وتساقطت الأخشاب بشكل مروع وإنتفضَّ الغبارُ وهاجتْ الكائنات الأليفة اللطيفة وإندفعت وراء قائدها منطلقة عبر الدروب المرعوبة نحو التلال، نحو البرية، نحو الحرية وهي تحطم الأسيجة والبراميل!
2012
ــــــــــــــ
9 - أنطولوجيا الحمير «قصص» دار نينوى للدراسات والنشر 2017.
❖ «القصص: انطولوجيا الحمير - عمران - على أجنحة الرماد - خيمةٌ في الجوار - ناشرٌ
ومنشورٌ- شهوة الأرض - إغلاقُ المتحفِ لدواعي الإصلاح - طائرٌ في الدخان - الحيُّ والميت - الأعزلُ في الشركِ - الرادود - تحقيقٌ - المطرُ يموتُ متسولاً - بدون ساقين - عودة الشيخ لرباه - بيت الرماد - صلاةُ الجائع - في غابات الريف - الحية - العـَلـَم - دموعُ البقرة - في الثلاجة - مقامات الشيخ معيوف».
❃❁✾❈✤
✗ القصص القصيرة:
1 - لحن الشتاء «قصص»، دار الغد، المنامة_ البحرين، 1975.
❖ «القصص: الغرباء - الملك - هكذا تكلم عبد المولى - الكلاب - اغتيال - حامل البرق - الملاذ - السندباد - لحن الشتاء - الوحل - نجمة الخليج - الطائر - القبر الكبير - الصدى - العين».
2 - الرمل والياسمين «قصص»، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1982.
❖ «القصص: الفتاة والأمير - علي بابا واللصوص - شجرة الياسمين - العوسج – الوجه - الأرض والسماء - المصباح - نزهة - الصورة - اللقاء - لعبة الرمل- الأحجار - العرائس - الماء والدخان».
3 - يوم قائظ «قصص»، دار الفارابي، بيروت، 1984.
❖ «القصص: الدرب - أماه... أين أنت - الخروج - الجد - الجزيرة».
4 - سهرة «قصص»، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1994.
❖ «القصص: السفر - سهرة - قبضة تراب - الطوفان - الأضواء - ليلة رأس السنة - خميس - هذا الجسد لك - هذا الجسد لي - أنا وأمي - الرمل والحجر».
5 - دهشة الساحر «قصص»، دار الحوار للنشر والتوزيع، اللاذقية، 1997.
❖ «القصص: طريق النبع - الأصنام - الليل والنهار - الأميرة والصعلوك - الترانيم - دهشة
الساحر - الصحراء - الجبل البعيد- الأحفاد - نجمة الصباح».
6 - جنون النخيل «قصص»، دار شرقيات، القاهرة 1998.
❖ «القصص: بعد الانفجار - الموت لأكثر من مرة واحدة! - الأخوان - شهوة الدم - ياقوت - جنون النخيل - النوارس تغادر المدينة - رجب
وأمينة - عند التلال - الأم والموت - النفق - ميلاد».
7 - سيد الضريح «قصص»، وكالة الصحافة العربية، القاهرة، 2003.
❖ «القصص: طائران فوق عرش النار -
وراء الجبال - ثنائية القتل المتخفي - البركان -
سيد
الضريح – وتر
في الليل المقطوع – أطياف
– رؤيا
– محاكمة
على بابا – الحارس».
8 - الكسيحُ ينهض «قصص» دار نينوى للدراسات والنشر 2017.
❖ «القصص: الشاهدُ.. على اليمين - الكسيحُ
ينهض - جزيرة الموتى - مكي الجني - عرضٌ في الظلام - حفار القبور - شراء روح - كابوس - ليلة صوفية - الخنفساء - بائع الموسيقى- الجنة - الطائر الأصفر - موت سعاد - زينب والعصافير - شريفة والأشباح - موزة والزيت -
حمامات فوق سطح قلبي - سقوط اللون - الطريق إلى الحج - حادثة تحت المطر - قمرٌ ولصوص وشحاذون - مقامة التلفزيون - موتٌ في سوق مزدحمٍ - نهاياتُ أغسطس - المغني والأميرة».
9 - أنطولوجيا الحمير «قصص» دار نينوى للدراسات والنشر 2017.
❖ «القصص: انطولوجيا الحمير - عمران - على أجنحة الرماد - خيمةٌ في الجوار - ناشرٌ
ومنشورٌ- شهوة الأرض - إغلاقُ المتحفِ لدواعي الإصلاح - طائرٌ في الدخان - الحيُّ والميت - الأعزلُ في الشركِ - الرادود - تحقيقٌ - المطرُ يموتُ متسولاً - بدون ساقين - عودة الشيخ لرباه - بيت الرماد - صلاةُ الجائع - في غابات الريف - الحية - العـَلـَم - دموعُ البقرة - في الثلاجة - مقامات الشيخ معيوف».
10 - إنهم يهزون الأرض! «قصص» دار نينوى للدراسات والنشر 2017.
❖ «القصص: رسالةٌ من بـينِ الأظافر - الأسود - عاليةٌ - جلسةٌ سادسةٌ للألمِ - غيابٌ - عودةٌ للمهاجرِ - دائرةُ السعفِ - الضمير - المحارب الذي لم يحارب - الموتُ حُبـَأً - إنهم يهزون الأرض! - حـُلمٌ في الغسق - رحلة الرماد - أعلامٌ على الماء - گبگب الخليج الأخير - المنتمي إلى جبريل - البق - رغيفُ العسلِ والجمر - عوليس أو إدريس - المفازة - قضايا هاشم المختار - أنشودة الصقر - غليانُ المياه».
11 - ضوء المعتزلة «قصص» دار نينوى للدراسات والنشر 2017.
❖ «القصص: ضوء المعتزلة - جزرُ الأقمار السوداء - سيرة شهاب - معصومة
وجلنار- سارق الأطفال - شظايا - الترابيون».
12 - باب البحر «قصص» دار نينوى للدراسات والنشر 2020.
❖ «القصص: وراء البحر.. - كل شيء ليس على ما يرام - قمرٌ فوق دمشق - الحب هو الحب - شجرة في بيت الجيران - المذبحة - إجازة نصف يوم - حادث - البائع والكلب - ماذا تبغين ايتها الكآبة؟ - إمرأة – الربان - إذا
أردتَ
أن
تكونَ
حماراً - اللوحة الأخيرة - شاعرُ الصراف الآلي - البيت - حوت - أطروحةٌ - ملكة الشاشة - الغولة - وسواسٌ - مقامة المسرح - إعدام مؤلف - يقظة غريبة».
تعليقات