أعلامٌ على المـــــــــــاء : قصة قصيرة ــ لـ عبدالله خليفة
يمشي بخطواتٍ ثابتة منضبطة، الربان القصير السمين، بدلتُهُ العسكرية زاهيةٌ ملونة، يحدقُ في الأفق بثقةٍ وكبرياء، يستعرضُ ثلةً من البحارة الواقفة بثبات، وألوانُ وجوهِها السوداء والسمراء والبيضاء تجعلُهُ يهتزُ قليلاً، لكنه لا يركز عليها بل يتطلع للألبسة الناصعة والأحذية المرآوية النقية. يتدفقُ بكلماتٍ لا تخرجُ منه، يهزُّ الغيومَ والطيور والنوارس العابرةَ الهاربة من الحر الشديد. فجأة إرتعشتْ صاريةُ العلمِ حين وقف نورسٌ عليها. تمعنَّ الربانُ بكرهٍ شديد في الطائرِ الأعجف الذي راح يهتز ويُخرجُ فضلاته. بدا ريشه قذراً. صوبَ مسدسه نحوه. إنطلقتْ الرصاصةُ بقوة شديدة، ودوى الصوت، حتى أهتزت سراويل البحارة. لم يتحرك الطائر. فجأة دوت إنفجاراتٌ مروعةٌ بعيدة هزتْ المياهَ وهرب الطائرُ مسرعاً. إنبطحَ الربانُ وأشار للجنود فتساقطوا وأحدثوا ضجة، فهزَّ يده مؤنباً غاضباً. زحف نحو الحافة، إقترب من الماء المترجرج، وسمعَ دوياً آخر، وعمَّ الاضطرابُ البحر، فتقلقلَّ بشدة، وضربَتْ رأسُهُ الحافة، وشعر بألم لكنه لم يتأوه. تناول المنظارَ من على صدره، إنحنى أكثر، رفع رأسه ببطءٍ شديد، راح يبحث عن النقط السوداء البعيدة، ا
تعليقات
إرسال تعليق