المشاركات

#عبدالله_خليفة #البحرين #السعودية #الامارات #الإمارات #عُمان #الكويت #العراق #قصة_قصيرة #الرواية_في_البحرين #الرواية_البحرينية #الرواية_في_الخليج_العربي #قصص_قصيرة

صورة

المـــــــــــوتُ حُبــــــــــَــــاً : قصة قصيرة ــ لـ عبدالله خليفة

صورة
  (الإهداء: إلى ذكرى محمدِ الماجد) - (سيدتي الساحرة المحرقية أدخليني في بخوركِ وعطوركِ واصنعيني ثانية. تعبتُ من هذه الهيئةِ وهذه الكينونةِ، أرمِ عليّ الجمرَ وأشعليني، أصيرُ طفلاً ثانية، وأحبو على تلةٍ في الرفاع، أو أصيرُ قنينةً في زمنِ الوردِ القادم.) المرأةُ المتغطيةُ بورقِ الشجرِ وخرائطِ الأفاعي صاحبةُ بيتِ العقود في ملكوتِها. مضى قرنٌ على ذبولِها، وحولتْ غابةَ الأطفالِ في هذه الدروب إلى شياطين. - (يا محمد!) غاصتْ في قلبِ النارِ، وغرفتْ منه بنفسجةً وأعطتهُ إياها. تأملَ يديه فوجدَ أشواكاً. يعبرُ نحو المدينة الأخرى. - (ليعطيني هذا الجسرُ بَعضاً من تألقهِ ومحارهِ، سأصنعُ من تفردهِ لوحةً، وهذه الموجاتُ المتلألئاتُ سوف أخلدُهَا في أبياتي، فلتغفُ المنامةُ على وسادتي، أنا من فكَ قيودِ أسرِها، وعَطَّرَ خدودَها بالقبلاتِ) انفجرَ إطارُ الدراجةِ واهتزتْ وأسقطتهُ بقوة. طالعهُ ركابُ الباص وكان بعضَهم يضحكُ عليه! صاح غاضباً: - (أوغاد!) توقفتْ سيارةٌ وطلعَ رأسُ السائقِ وقالَ وانتزعهُ من بريةِ الجسر الملعونة. ثمة شيطانٌ يلاحقه، والعجوزُ الحارقةُ لا تشفي قلبه. يضعهُ السائقُ في محلهِ، بين دراجاته، هذه

الضمير : قصة قصيرة ــ لـ عبدالله خليفة

صورة
  كلُ تلك الطيوف كانتْ تطاردهُ ، هو واحدٌ من الناسِ يخطئ ويصيب ، تحسنتْ أحوالهُ الآن بعد أن كان مغموراً ، في القرية يلبسُ الثيابَ الوسخة ، يبحثُ عن عمل ، سنواتٌ بلا رزق، تغاضى عن تسللِ أختهِ للمدينة ، تسلقَ جدراناً وسرق ، فتحَ حسابات ، انغمرَ بالصلواتِ والحشود ، الصرخاتُ في الليلِ تطارده ، والراكضون وراءَهُ بكلابِهم يعجزون عنه ، تيَّبسَ وجههُ من إدعاءِ الفضيلة ، يصغي بحبٍ واهتمامٍ للشيخ ، يسألهُ وهو يختلي بهِ ، ويرددُ كلماتهِ دائماً والشيخُ معجبٌ به ! كان يتساءل : الشيخُ يسألُ عنه إذا غاب ، وحين يجيء ينشرحُ وجههُ ، والشيخُ يرسلهُ في مهماتٍ خطرةٍ ويغدو موضعَ سرهِ ، وهو ذو التاريخِ السري المريبِ فكيف لا يعرفهُ ؟ ! يلمحُ الشيخُ عبد الباسط بإنه متصلٌ برموزِ السماء ؟ فلماذا لا يطبقُ قبضتهُ على عنقه ؟ أهو سرٌ من السماءِ أن تعطيهِ فرصاً لكي يتوب ؟ قفزَ في إحدى الليالي بيتاً متواضعاً لم يكن ثمة حسٌ فيه ، عتمةٌ شديدةٌ في الدروبِ إليه ، وفي المنزلِ كان ثمة ضوءٌ شحيح . راقبَ منزلَ العجوز طويلاً ، عرفَ بسفرِ أهله ، ويدرك كم هو العجوز بخيل وجامع للأموال ، ويكرهُ البنوكَ ومحرماتِها . سمعَ ثمة أصوات

إنهم يهزون الأرض! : قصة قصيرة ــ لـ عبدالله خليفة

صورة
  في تلك العشش التي نبتتْ في السبخة، في حوار البحر مع اليابسة، في ذلك الخوصِ المشتعلِ في القيظ، وجدَ نفسَهُ يخرجُ من بطنِ أمهِ الأرض وهو يرقص! عارياً في المياه يستعيدُ رحلة العبيد المسلسلين في السفن، يمسكُ أداته الموسيقية ويعزف، في كلِ الدروبِ، في يقظةِ الخلايا، بجسمهِ القصير، وبوجهه الأسمر وعينيه النفاذتين كأنه فهدٌ يطالعُ الأشياءَ والبشر، يغرز حربتـَهُ في الترابِ والورق وخرائط الأرواح. في زنزانتهِ في وسطِ الــ jail  كما يرددُ السجناء يشعلُ النورَ في ظلمةِ الجزيرة، ويكتبُ في دفاترهِ التي لا تنتهي، ويحدقُ في الكتبِ الأجنبية، يستلُ حروفاً وكلمات، يترجمُها، يعربُها، يُحضرُ عالماً من الفرح والأنين والغناء والهمس وانفجارات الموسيقى، بين بحرٍ من القتلة واللصوص. حين وُلد هناك في العششِ على موج الطبول والطارات، حيث النعل تجثمُ فيما وراء الأقدام العارية والرقص الجماعي الذي يدورُ حول صارية، حول ثلة تضربُ الجلودَ بقوة، لتهز الأرض، تدورُ حول صارية السفينة التي تاهتْ في البحار، وترنحتْ على جرفِ جزرٍ يابسةٍ جرداء، يرقصون، نساءً ورجالاً، يفرحون، يتجمعون، يأتون من كلِ مخزنٍ غارقٍ تحت الأرض، ومن الحفر